أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - إقبال الأحمد .. حين تتحدث المرأة

إقبال الأحمد .. حين تتحدث المرأة

إقبال الأحمد .. حين تتحدث المرأة

المرأة بالكويت ما زالت مخلصة في نواياها وقولها ورؤيتها مقارنة بما وصل اليه الرجال (بشكل نسبي وعام بعيدا عن الخصوصيات).. فهي لا تضع مصلحة حزبية او طائفية او قبلية او مذهبية امام مستقبلها.
اسرتها هي البداية والنهاية.. ابناؤها واهلها... كما القطة التي تبحث عن اي مكان آمن تنقل له صغارها كلما ازعجها المحيط في مكان الهدوء والاستقرار وضمان امان محيطها الاسري والعائلي هو غايتها الاولى.

كان ذلك تعليقي على رسالة صوتية اشاد فيها صاحب الرسالة بصراحة المرأة بالكويت في التصدي لما يجري على الساحة الكويتية من تطورات مزعجة وقولها الحق بصوت عال وواثق.

وحين عزا صاحب الرسالة اسباب قوة كلمة المرأة الكويتية حين تتصدى لما يجري من مهاترات وصراعات تقلق وطنها وتزعزع استقراره، الى انها (اي المرأة) هي من ستعاني من تداعيات اي صراع او عدم استقرار في بلدها وموطنها، فهو محق بذلك.

الرجال دائما ما ينشغلون في الصراع بكل اشكاله، كما نشاهد على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل في كل الدول التي تشتعل بها الحروب بين طرف وآخر، سعيا وراء سيطرة مذهب او طائفة او فكر.. بعون وامداد لا متناهٍ وبكل الوسائل المتاحة مادية وعينية.. من محيط قريب او بعيد لجهات يسيل لعابها لرؤية المزيد والمزيد من العبث والدمار والحريق والقتل في اوطان الاستقرار.

نعم، المرأة بالكويت وغير الكويت هي من تضع اسرتها واهلها نصب عينيها.. تخاف عليهم بكل جوارحها، تفكر بهم اليوم وغدا وبعد غد.

الام تحمل همّ ابنائها في كل ثانية تعيشها، وتسأل نفسها كيف سيحيون ويعيشون غدا وبعد غد.. ليس الابناء فقط بل الاحفاد.

المرأة هي من تلملم اطراف اي مشكلة تقع بالاسرة لاي سبب كان.. وهي ايضا من تحاول سد اي ثغرة تصيب اسرتها.. اي ثغرة تدخل من خلالها رياح التشتت والتشرذم والجوع والمرض اذا ما غاب الرجل ليبحث عمن تسبب في هذه الثغرة.

الام هي من تصرخ بوجه من يهدد كيان اسرتها وبيتها بكل ما اوتيت من قوة.. ولا تتوانى لحظة في الانقضاض عليه لتتحول من قطة وديعة لا تكاد تسمع صوتها الى وحش لا ترى ملامحه ولا تميز زئيره.

نعم.. نحن النساء بالكويت لنا دور مهم جدا واساسي في كبح جماح من يسعى إلى زعزعة امن وطننا وكيان مجتمعنا.. كلمتنا يجب ان تكون قوية تُزلزل من دون نفاق او استجداء عطف او رضا لَيّن.. كلمتنا (قولا وكتابة) يجب ان تكون الجرس المدوي الذي يقرع ليعلن لحظة الصمت والتفكير والكف عن اللعب بالنار.

نعم.. نحن نساء الكويت عندنا الجرأة والقوة في قول كلمة الحق امام كائن من كان.. حتى لا يدمر وطننا ولا يهد سقف بيتنا.. ويتشتت ابناؤنا ويضيع احفادنا.

المرأة بالكويت لا تدافع عن طائفة او قبيلة او مذهب او فكر.. هي لا تدافع سوى عن استقرار وطن يكفل العيش الهانئ والمريح لاسرتها واهلها وهذا لا يتوافر سوى في وطن مستقر.

مهمتها ان تكسر يد او تحرق اطراف من يحاول زعزعة هدوء مملكتها الصغيرة وهي الاسرة، والاكبر وهو الوطن.

المرأة بالكويت حين تقول كلمتها في قضايا وطنها لا تعمل حساب من سيرضى او يزعل.. من سيحاسبها اذا زل لسانها بكلمة لا تعجبه او لا يرضى عنها هذا او ذاك.. لان امن وطنها هو الاول والاخير.

القطة الضعيفة والهزيلة ما ان تلد اطفالها وهي في عز هزالها.. تكشف عن انيابها ويتحول مُواؤها الضعيف الى رعد مدو امام من يقترب من صغارها.. وتستمر في نقلهم وحدها.. اكرر وحدها من مكان إلى آخر بحثا عن مكان آمن ومستقر وهادئ.

المرأة الكويتية قوة.. قوة لضمان استقرار وطنها واستمراره من خلال قول الحق ولا شيء غير الحق.. وبتجرد كامل وتام عن اي مصالح اخرى قد تشغل رجل الديوانية او الجمعية او النادي او التجمعات هنا وهناك.

إقبال الأحمد
[email protected]

تعليقات
مشابهه لـ إقبال الأحمد .. حين تتحدث المرأة